الملتقى الأول للتراث بخنيفرة: “معاً لتثمين التراث المحلي
في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على التراث المحلي وتعزيز فهمنا للتاريخ الغني، نظمت جماعة ايت اسحاق “الملتقى الأول للتراث بخنيفرة”، الذي اتسم بشعار “معا لتثمين التراث المحلي”. انطلق الملتقى في الزاوية الدلائية، موطن أهل الدلاء وأتباع التاريخ الدلائي، حيث تمثلت محاوره في استكشاف وفهم الآثار والتاريخ الغني لهذه المنطقة.
قد أعجب المحاضرون والباحثون المشاركون في الملتقى بالآثار التي لا يعرفون مصدرها ولا نهايتها الفعلية. وفي هذا السياق، يظهر تيه الباحثين بين المراجع الرافعة لشأن “أيت إديلا” وبين التاريخ الرسمي الذي يقدم نظرة محدودة وسريعة. وفي غياب مندوبية للسياحة محلياً، تعمل الجمعيات المحلية بجد للحفاظ على الآثار الإنسانية، رؤية تؤمن بأنه يمكن استغلال التراث كمورد للتنمية المحلية.
تقع الزاوية الدلائية في إقليم خنيفرة، حيث يرتبط اسمها بمعنى “أهل الخير”. “إديلا” هو مصطلح أمازيغي يشير إلى نوع من الألوان الخضراء تُستخدم في التصنيع التقليدي. ويشكل اللون الأخضر رمزًا للخصوبة.
تعود تاريخ الزاوية الدلائية إلى مائة وثلاثين سنة من العام 1536م إلى العام 1668م، وهي زاوية جمعت بقايا قبائل صنهاجة وأيت مجاط. وقد شكل الدلائيون تطلعات إتحادية في المناطق الجنوبية للأطلس المتوسط.
“الزاوية الدلائية في منطقة أمعمر: تاريخها وتأثيرها”
تأسست الزاوية الدلائية في منطقة أمعمر في أواخر الدولة السعدية على يد أبي بكر بن محمد بن سعيد. توفي أبو بكر ودُفن في زاويته البكرية في عام 1612م، ثم تولى ابنه “محمد الحاج” القيادة الدينية والسياسية. في عام 1638م، قرر محمد الحاج نقل مقر سلطته إلى زاوية جديدة تُعرف اليوم ب “أيت إسحاق”.
أيت إسحاق أو أهل إسحاق أصبحت مركزًا حيويًا للقبائل المجاورة، وكان لها دور في توحيد هذه القبائل وتحقيق التكامل فيما بينها. توسعت نفوذها حتى أصبحت محورًا حوله تنظم حياة الناس في المنطقة، مما جعلها مركزًا سياسيًا وثقافيًا.
تأثرت الزاوية بالجوانب الدينية والثقافية، حيث كانت مركزًا للعلم والمعرفة. أقيمت فيها مئات الحجرات للتدريس والتعلم، وتوفرت فيها المكتبات التي ضمت آلاف المجلدات. تم استقطاب العلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي للدراسة والتدريس في هذه الزاوية.
رغم الرخاء والنجاح، عانت الزاوية في وقت لاحق من التحديات السياسية. تواجهها غموض الآثار والتاريخ، حيث لا يُعرف بالضبط مصدر بعض الآثار ولا نهايتها الفعلية. وفي غياب مندوبية للسياحة محليًا، تعتني الجمعيات المحلية بالحفاظ على هذه الآثار والمحافظة على التراث الثقافي كجزء من تطوير المجتمع المحلي.
الزاوية الدلائية شهدت مراحل متعددة في تاريخها، من تأسيسها إلى توسعها وتأثيرها في المنطقة. كان لها أثر كبير في حياة الناس والثقافة المحلية، وما زالت تعتبر موضوعًا للدراسات والأبحاث حتى يومنا هذا.
هذه الزاوية الفريدة، بتاريخها وتأثيرها الواسع، تظل مكانًا يستحق الاهتمام والبحث المستمر، حيث تشكل قطعة هامة في لغز تاريخ هذه المنطقة الغنية.